الأحد، 10 يناير 2016

إستراتجية دورة التعلم :


إستراتجية دورة التعلم :
انبثقت هذه الإستراتجية من نظرية بياجيه للنمو المعرفي
تعد هذه الإستراتجية نموذجا جيدا لما تتضمنه نظرية بياجيه من أفكار تربوية في النمو العقلي والتطور المعرفي عند المتعلم ، والتركيز على الجانب الكيفي بما يقدم له من معلومات تتفق مع خصائصه وقدراته العقلية .
نظرية بياجيه (نظرية الارتقاء المعرفي)Piaget  Theory
تعريفها: هي احدى النظريات المعرفية النمائية التي تهتم
بنمو المعرفة لدى الفرد  .

السيرة الشخصية لبياجيه : 
* ولد في سويسرا   في 1896.
* في عمر(13)سنة نشر مقالة علمية في احدى المجلات العلمية.
* في عمر(22)حصل على الدكتوراه في البايولوجيا.
* في بداية حياته الف كتابين  (اللغة والفكرعند الطفل)و(التفكير الاستدلالي عند الطفل).
اهتم بالابستمولوجيا  (نظرية المعرفة)  التي تفسر الكيفية التي من خلالها تكتسب المعرفة.
توفي في 1980 .


تعريف بياجيه للتعلم  (تغير في السلوك لحل موقف مشكل)
أهمية نظرية بياجيه :
اول نظرية فسرت النمو المعرفي .
اعتمدت النظرية على الدراسات الطولية والمستعرضة.
نتج عنها الآف البحوث التجريبية.
لها تطبيقات تربوية.

محاور النظرية :
1- مراحل النمو العقلي .
2- الوظائف المعرفية .
3- البنية الذهنية .

أولا : مراحل النمو العقلي Developmental Stages:
 قسم بياجية النمو العقلي الى اربع مراحل هي :
1- المرحلة الحسية- الحركية  Sensori-motor stage: (من الميلاد - 2سنة)
يكون الطفل قادرا على اداء عمليتين هما الاحساس والحركة  .
يكون مخططات ذهنية (سكيما) لكل حركة يقوم بها ولكن المخططات تكون غير مترابطة .
يصبح تدريجيا على وعي بالعلاقة بين افعاله ونتائجها على البيئة.
يسعى لجعل الحوادث المثيرة تستمر فترة اطول.
تبدأ عمليات اكتساب اللغة.
2 - مرحلة قبل العمليات        stage  :Preoperational  
( من 2-7 سنة)
يبدأ الطفل ربط المخططات المنفصلة في ذهنه .
يتمكن من تمثيل الموضوعات عن طريق الخيال والكلمات.
يستخدم اللغة ويبدأ باستخدام الرموز .
يتوضح لدى الطفل التمركز حول الذات .
لايستطيع تصور وجهة نظر الآخرين.
يصنف الموضوعات  بناء على بعد واحد .
في نهاية الفترة يبدأ استخدام العدد وتنمو لديه قدرة الحفظ  .
لايستطيع ادراك حالات التحول .
عدم القدرةعلى معكوسية التفكير .
عدم القدرة على فهم ثبات الاحتفاظ .
2 - المرحلة الاجرائية العيانية operational stage Concerete :(من 7-12سنة)
يتخلص تدريجيا من مركزية الذات.
يكتسب مفاهيم العدد والوزن.
يحل اللعب الجماعي محل الانفرادي.
يصبح قادرا على القيام بعمليات عقلية مثل الاستنتاج والاستقراء المرتبطة بالخبرات المحسوسة.
يبقى غير قادر على القيام بالعمليات العقلية المرتبطة بالخبرات المجردة .
يستطيع القيام بالتصنيف المتعدد.
القدرة على الفهم العلائقي (أ اطول من ب).
القدرة على معكوسية التفكير.
4 -المرحلة الاجرائية الشكلية Formal operational stage :( من 12- فما فوق)
وتسمى مرحلة العمليات المجردة يبدأ الفرد باستخدام التفكير المجرد .
يتابع افتراضاته بمنطقية .
يستطيع ان يفكر بعملية التفكير نفسها.
يعلل بناءً على افتراضات .
يعزل عناصر المشكلة ويعالج بانتظام كل الحلول الممكنة .
يهتم بالامور الفرضية والمستقبلية والمشكلات الايديولوجية.
 ( يرى بياجية ان مراحل النمو العقلي هي مراحل متتالية لايمكن ان يتخطى الطفل مرحلة الا بعد ان يمر بسابقتها ولكن طول بقاءه في المرحلة تختلف من طفل لآخر) .
العوامل المؤثرة في مراحل النمو العقلي :ـ 
1- النضج العضوي : ويعني النضج للجهاز العصبي والغدد.
2- الخبرات : يرى بياجيه ان الطفل الذي يتعرض لخبرات اكثر من اقرانه يكون اسبق منهم في الانتقال بين المراحل لأن الاعمال الفيزيائية تترجم الى افعال ذهنية تغني البنية الذهنية.
3- التفاعل الاجتماعي : ان تبادل الاطفال لخبراتهم من خلال اللعب والانشطة الجماعية يؤدي الى زيادة في النمو العقلي .
4- الاتزان : ويرى بياجيه ان الانسان دائما يبحث عن الاتزان، ويحدث فقدان الاتزان عندما تتعارض خبرة الفرد الجديدة مع خبراته السابقة اوعندما تكون هناك حاجة لإشباع شيء.
ويرى ان فقدان الاتزان هو (سر النمو) فالانسان كلما زادت المرات التي يفقد ويستعيد فيها اتزانه زادت قدرته على مواجهة المواقف الجديدة بشرط ان  لايؤدي فقدان الاتزان الى الاحباط.
ثانيا : الوظائف المعرفية Cognitive Functions:
ويرى بأن للبنية المعرفية ثلاث عمليات متسلسلة ومسؤولة عن تكوين المعرفة وهي :
1- التمثيل      Assimilation
وهي عملية تعديل الخبرات والمعلومات الجديدة لتتلائم مع مايعرفه الفرد على نحو مسبق ، وتحدث حينما يواجه الفرد موقفا جديدا ويحاول تعديل خبرة الموقف مع مايتناسب من بنيته المعرفية وهي عملية تغيير الخبرات لتصبح مألوفة .
الموائمة     Accommodation
وهي تغيير ومراجعة البنية الذهنية في ضوء الخبرة الجديدة ، ويتم فيها تعديل البنية المعرفية للفرد لتتناسب مع الخبرة الجديدة ، او تعديل الاستجابة التي صدرت في عملية التمثيل وان اعادة الاتزان يحدث في هذه المرحلة وكذلك فان كل من عملية التمثيل والموائمة هدفها التكيف وتلعب التغذية الراجعة دورا في العمليتين .
3- التنظيم      Organization
وهو اعادة تشكيل البنية المعرفية ككل مع التعلم الجديد او دمج المعلومة الجديدة مع المعلومات الموجودة في البنية العقلية للمتعلم  ويمثل نزعة الفرد الى ترتيب العمليات العقلية وتنسيقها في انظمة كلية .
مخطط يوضح الوظائف  المعرفية :  
ثالثا : البنية الذهنية   Cognitive  structure
ويرى بياجيه ان الفرد منذ الطفولة يبدا بتكوين مخطط ذهني لكل حركة او كل موقف وهذه المخططات في البداية تكون منفصلة ثم يتم الربط بينها في كل عملية تعلم .

ويرى بياجيه : 
- الوراثة تكسب الفرد مجموعة الصيغ لاكتساب المعلومات
- يبدأ الفرد بنفسه انشاء معارفه ويتم الربط بين المخططات من خلال التفاعل بين الفرد وبيئته .
- البنية الذهنية غير ساكنة وانما متغيرة وديناميكية مع كل تعلم جديد
- ان العمليات الذهنية الثلاث هي ادوات تعلم الإنسان وتفاعله مع بيئته .
نقد النظرية : 
1- اعتماد بياجيه في وضعه لفرضيات النظرية على اداة الملاحظة  .
2- تعميم بياجيه لنتائجه من دراسته لعينة صغيرة من الاطفال .
3- تقليله من اهمية القدرات العقلية لأطفال ما قبل المدرسة والمبالغة في عمليات التفكير المجرد للمراهقين .
4- اعتماده اساليب بحث يصعب تتبعها والقيام بها .
5- حدد بياجيه مراحل النمو العقلي ولكن لم يوضح كيفية انتقال الاطفال من مرحلة  الى اخرى .
التطبيقات التربوية للنظرية :
1-  قـــــدم طرائق تدريس حديثة استنادا الى نظرية بياجيه مثل (دورة التعلم ) ونماذج تعليمية مثل (أنموذج التعلم البنائي).
2- ضرورة الاهتمام بالمرحلة النمائية العقلية التي يمر بها المتعلم والتدريس في ضوئها .
3- التأكيد على اهمية الاستكشاف في استقبال المعلومات الجديدة .
4- تشجيع الطلبة في المرحلة الإجرائية الشكلية على ممارسة التفكير من خلال المقارنة والتلخيص والتحليل والاستنتاج والتقييم واكتشاف العلاقات .
5- اهمية المعرفة القبلية للمتعلم باعتبارها الشرط الاساسي لبناء التعلم الجديد .
6- يرى بياجيه ضرورة ان يهدف التعليم الى تنمية العقول الناقدة بدلا من التعليم المزيف Pseudo-learning الذي يجعل المتعلمين يقبلون الافكار دون فحصها .
7- اهمية الخبرات والبيئة المادية في احداث التعلم .
8- أهمية التفاعل الاجتماعي في التعلم لذا ينبغي تهيئة المواقف ذات الأنشطة التعليمية الجماعية .
9- بناء المناهج الدراسية التي تتناسب مع طبيعة النمو العقلي للمتعلم .
10- يرى احد التربويين اننا في المرحلة الثالثة من مراحل تطبيق النظرية ، الاولى تضمنت تعديل المناهج ثم مرحلة الفروق الفردية والثالثة مرحلة تطبيق مبدأ الاتزان في عملية التعلم .

أهداف هذه الإستراتجية :
تنمية وتنشيط الجانب الأيسر من دماغ المتعلم من خلال توسيع نطاق المخطط البنائي للمعرفة في دماغ المتعلم ، وإدماج المعرفة في البنية الدماغية للمتعلم على أسس حقيقية وواقعية .
إحداث التوازن في دماغ المتعلم ، حيث إن تعلم المفاهيم الخاصة بالمادة الدراسية يعتمد على هرمية المعرفة وتكوين المفاهيم واتساع مضامينها .
تساعد المتعلم على منطقة المفاهيم وترتيبها في البنية الدماغية ثم تخزينها في ذاكرة المتعلم طويلة المدى على هيئة حاويات ذات علاقات خاصة .

خطوات هذه الإستراتجية
الاستكشاف :
دور المعلم : - إعطاء المتعلمين موضوعا دراسيا                            يحتاج من المتعلمين التفكير والتفحص .

دور المتعلم : - يتفاعل المتعلمون مع خبرات الموضوع الجديد والتي تثير عندهم تساؤلات معينة .
يقومون بالأنشطة الفردية والجماعية للبحث عن إجابات لتلك التساؤلات .
يقومون بالملاحظة والتجريب والتنبؤ والقياس ... الخ .
 حيث توصف تحركات المتعلمين في هذه الحالة بأنها في وضع غير متزن ويحتاجون إلى معلومات تساعدهم على حل التناقض الذي جعلهم في حالة عدم اتزان.
يسعون إلى استكشاف المفاهيم والمعلومات لإحداث التوازن والاستقرار في تفكيرهم .


تقديم المفهوم :

دور المعلم : - مساعدة المتعلمين على إحداث التوازن والاستقرار من خلال توصل المتعلمين إلى المفهوم الجديد.
يقدم المعلومات الضرورية التي تساعد في حل التناقض للوصول إلى المفهوم المطلوب ، حيث يشترك المعلم مع تلاميذه للتوصل إلى حالة الاتزان .



تطبيق المفهوم :
يتم تطبيق ما توصل إليه المتعلمون من معلومات أو مفاهيم في مواقف جديدة . الأمر الذي يثير تساؤلات جديدة لدى المتعلم ، مما يدفعه إلى استكشاف تلك المواقف أو المفاهيم ، وهكذا تبدأ دورة تعلم أخرى جديدة .
أدوار المعلم في هذه الإستراتجية :
في الخطوة الأولى >>> يقتصر دور المعلم على التشجيع والتوجيه للمتعلمين .
في الخطوة الثانية >>> يشارك المعلم المتعلمين عقليا واجتماعيا من اجل التوصل إلى المفهوم الجديد .
في الخطوة الأخيرة >>> يحاول المعلم استثارة المتعلمين وإدخالهم في مرحلة الاستكشاف  وذلك بطرح معلومات إضافية تتعلق بالمواقف الجديدة حتى تحدث دورة تعلم أخرى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق